- PUBLICITE -
تشكّل جديد للقديم دون أخطاء ودون غوغاء... فهل خطّط السبسي لما يجري اليوم أم هي الصدفة؟ - Al Ahleya
- PUBLICITE -

تشكّل جديد للقديم دون أخطاء ودون غوغاء... فهل خطّط السبسي لما يجري اليوم أم هي الصدفة؟

PAR CAPITAL NEWS





لسائل أن يسأل ما سرّ ما يجري اليوم في المشهد السياسي؟؟ فالمشهد اليوم انقسم إلى أحزاب افتراضية... وأحزاب تعيش الواقع...ففي الوقت الذي يحاول فيه الأمين العام المخلوع أو السابق لنداء تونس الترويج لصورة افتراضية ناصعة لحزب لم يولد بعد، وقد يولد بعاهة دائمة وتشوهات عميقة...وفي الوقت الذي يروّج فيه المهدي جمعة لبديل سياسي يقول أنه سينقذ البلاد مما هي فيه... يواصل بقية الطيف التجمعي والدستوري في هندسة آخر تفاصيل الحدث الأكبر سياسيا في قادم الأيام وهو الحدث الأكثر واقعية لمن خَبروا السلطة والحكم لأكثر من خمسين سنة...فبعد أن تخلّص النداء من جناح المتشددين في رافده اليساري، والانتهازيين من نواب الساعة الأخيرة من الوقت البديل لتقديم القوائم الانتخابية، بدأ في الالتفات إلى أصوله السياسية والعودة إلى من أوصلوه إلى حيث هو اليوم...ولسائل أن يسأل لماذا يجب على كل الطيف التجمعي والدستوري مساندة مشروع الباجي قايد السبسي، فالباجي بما فعله نجح في أن يؤسس لمصالحة وطنية شاملة في انتظار إتمام بقية مراحلها قريبا...فكل مشاريع القوانين "الاجتثاثية" و"الإقصائية" وقع وأدها في المهد ولم ينجح من نظّروا لها في تمريرها عبر المجلس التأسيسي، فلو نجحوا في ذلك لساء المشهد السياسي في البلاد ولوصلت البلاد إلى مأزق قد ينحدر بها إلى ما لا تحمد عقباه...فمن كانوا ينظّرون للإقصاء، كانوا فقط يريدون التعويل على القديم كمخزون انتخابي يمكنهم من الوصول إلى الحكم والتربّع على عرشه، ولم يكن هدفهم المصالحة الشاملة التي تعيد التوازن إلى البلاد وتنقذه من السقوط والانحدار إلى حيث لا رجعة...وهو ما تعيشه اليوم عديد الدول العربية التي لم تنجح في كبح جماع الحقد والفتنة الذي طغى على بعض الطيف السياسي المتعطّش للسلطة والحكم، فللحكم والسلطة واقعهما الذي لا يعرفه غير الذي خَبره وعرف خفاياه...فنظرة بسيطة على قائمة نواب نداء تونس تثبت لنا أن أغلب وجوهها ما كان لها أن تصل إلى قبة باردو لو نجحت وجوه الحقد في تمرير قانون الاجتثاث...ونظرة أخرى على مكوّنات الأحزاب الممثلة في مجلس النواب اليوم تؤكّد لنا أيضا نفس الخلاصة...فالعديد من النواب المتواجدين اليوم تحت قبة البرلمان ما كان لهم أن يكونوا هناك لو مرّ قانون الإقصاء الذي ساندته عديد القوى السياسية التي تواصل إلى يومنا هذا شيطنة 50 سنة من تاريخ تونس حقدا...فنفس الأحزاب التي كانت تدعو إلى قانون الإقصاء والاجتثاث وتنظّر له هي التي تحاول اليوم الاستئثار بقواعد المنظومة الانتخابية للمنظومة القديمة، وهي أيضا من رفض التحالف مع النداء لتشكيل الأغلبية الحاكمة ...وهي أيضا التي تشيطن اليوم الائتلاف الحاكم بسبب وجود حركة النهضة ضمن مكوناته...لكن ألم يتساءل أحدكم ماذا كان يفعل أي مكوّن سياسي آخر لو كان في مكان نداء تونس والباجي ووجد نفسه في نفس الوضع البرلماني من حيث عدد النواب؟؟؟ لذلك لمن يشيطنون التمشي الذي اختاره الباجي في تكوينه للائتلاف الحاكم ضعوا أنفسكم مكانه فقط وسنرى كيف ستتصرفون؟؟ خلاصة قولي هل كان عدم تمرير قانون الإقصاء والاجتثاث خوفا من خطب بعضكم ووقفاتكم أمام المجلس التأسيسي وصراخكم الفايسبوكي، أم كان نتيجة لتوافقات لا تعرفون كيف وعلى أي أساس تمّت لتنقذ البلاد من السقوط في مستنقع الفتنة والحرب الأهلية؟...وهل كان يمكن لوزراء بن علي العودة إلى المشهد السياسي وحتى العمل داخل منظومة الحكم اليوم لو مرّ قانون العار....لذلك أقول لا حاجة اليوم للبلاد بأحزاب سياسية أخرى تغرق المشهد أكثر في التشتيت والتفتيت...فمن ينظّر لهذا الأمر لا يعرف كيف يفكّر التونسي وماذا يريد ممن يحكمون البلاد....نحن في حاجة إلى دعم كامل ومساندة تامة من الذين جلسوا خلال الخمس سنوات التي مرّت على الربوة يشاهدون ما يجري دون المشاركة فيه...هؤلاء هم من وجب عليهم اليوم العودة إلى عائلتهم السياسية الكبرى من أجل خلق دائرة دعم ومساندة حولها...فمن كانوا في المنظومات القديمة لا حاجة لهم اليوم بمكوّن جديد يزيدهم تشتتا بل هم في حاجة إلى دعم الموجود ومساندة من يحكم من الموجود لبناء مكوّن قادر على البقاء لعقود قادمة على سدّة الحكم فمن تعوّدوا الحكم لا يمكن لهم العيش خارجه....ولا يمكن لهم الفشل مستقبلا فيه بعد مراجعتهم لبعض الخطأ الذي وقعوا فيه...لذلك أقول التفوا حول الموجود من العائلة وساندوا من يحكم من العائلة واجلسوا حول نفس الطاولة...سبيلكم الوحيد للنجاح....ولا تكونوا كــــ" قنديل باب منارة ما يضوي كان على البراني"...."واللي ليك ليك واللي خاطيك خاطيك..."

سلامة حجازي

Aucun commentaire

Fourni par Blogger.