- PUBLICITE -
"صلاح الدين فرشيو" يتربع على عرش الفساد هذه السنة بعد إفتكاكه معلم تاريخي و سياحي.. - Al Ahleya
- PUBLICITE -

"صلاح الدين فرشيو" يتربع على عرش الفساد هذه السنة بعد إفتكاكه معلم تاريخي و سياحي..

PAR CAPITAL NEWS




معلم تاريخي و سياحي … نخره صلاح الدين فرشيو… و قضى عليه


نزل فرنان … و ما أدارك ما نزل فرنان ..ولمن  لا يعرفه هو من أقدم النزل في مدينة عين دراهم السياحية تم إنشاؤه  سنة 1907 …وهو عبارة  عن معلم سياحي رائق تروى  بين جدرانه قصة حضارة عابقة  وحضارة  ضاربة في عمق التاريخ…يدركه القاصي و الداني من مختلف الجنسيات حيث يأتيه السياح من كل فج عميق … و الحاضن للطبقة البورجوازية من مختلف البلدان تونس و ليبيا و فرنسا و ايطاليا و الجزائر و غيرها بل إن  ابرز الشخصيات السياسية تؤمه  و تنزل به …


كما يذكر التاريخ الغابر أن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة كان  ينزل به  عندما يتحوّل الى عين دراهم  …

قانونينا يعود هذا الفضاء السياحي العتيق الى  الصندوق التونسي للتامين التعاوني الفلاحي  المعروف بكتاما و الذي قام بتسويغه الى الشركة الصناعة السياحية “هادية” صاحبة نزل سيدي  منصور المنستير تتصرف فيه الى أن اكتسبت أصلا تجاريا …


 تؤكد تفاصيل الوقائع التي استقيناها  انه في أوائل الثمانينات قام المدير العام لكتاما  وهو نفسه يشغل خطة الرئيس المدير العام للشركة الصناعية السياحية هادية المدعو صلاح الدين فرشيو الرئيس السابق للاتحاد المنستيري و الرفيق المفدى لدى المخلوع ببيع الأصل التجاري لابن خالته  المدعو نبيل بن عبد الله صديق آل القذافي و سفيرهم في تونس  و القريب من سليم شيبوب رأس الفساد في الحكم النوفمبري …و الطامة الكبرى في عملية بيع الأصل التجاري لنزل فرنان بعين الدراهم لم تتجاوز سعر 20 ألف دينار  نعم 20 ألف دينار فقط …وهو ثمن لا يقدر أن يكون ثمن بيع أصل تجاري لمجرد مطعم بسيط في إحدى الأحياء الشعبية …  و بناء عليه فإن عملية بيع الأصل التجاري  لم ترتق الى مستوى  مفهوم ” البيع ” بقدرما مثلت مجرد هبة سيقت بردا و سلاما الى ابن  الأخت المدلل  (نبيل بن عبد الله)   قوامها  المحسوبية و الأكتاف امتثالا للقول الشعبي “   زيتنا في دقيقنا و خيرنا في خميرنا” …


بداية الفساد

و الغريب  و الطريف  بناء على القول ” كثر الهمّ يضحك” أن  في عملية البيع السالفة الذكر و التي لم تتعدّ 20 ألف دينار أن التجهيزات التي كان يشملها نزل فرنان تفوق  80 ألف دينار و الأغرب من ذلك أيضا كله أن عملية تسوغ نزل من طرف الكتاما  لفائدة الشركة الصناعية السياحية ” هادية” لم يتجاوز 350 دينار وهو لعمري  معلوم لا يمكن به كراء محل سكني في ابسط الأحياء الشعبية المتاخمة  للعاصمة …

هكذا تلاعب  صلاح الدين فرشيو المدير العام لكتاما والرئيس المدير العام لشركة” هادية” بالمال العام و بعد أن لهف و استغل مدخرات النزل العريق و العتيق منح ابن أخته المشعل لمواصلة ضرب أسس هذا المعلم التاريخي الباهر …دون أن يفكر الأول و لا الثاني و لو للحظة في المصلحة الجماعية بل كانا همهما لهف الأموال  دون هوادة و لا شفقة ..


 توسع رقعة الفساد


مكث نبيل بن عبد الله   جاثما على قلب نزل فرنان قبل أن يطوّر مخطط استيلاء على هذا المعلم و العبث به  من خلال قيامه بتكوين شركة سياحية لشخصه هو صاحب الأغلبية من خلال امتلاكه لأعلى نسبة  من أسهمها و اجبر في ذات الحين  كتاما  المساهمة في رأسمالها بمبلغ قدره 80ألف دينار من جملة 400ألف دينار و الهدف من تلك الشركة تشييد نزل الريحانة بالقرب من نزل فرنان  عن طريق القروض البنكية …حيث  عمد بن عبد الله قسرا إلى  اجتثاث الأموال العمومية اجتثاثا ثلاثي الأبعاد من خلال تحويل وجهة نزلاء نزل فرنان الى نزل الريحانة و لهف المال العام البنكي و اللهف من صندوق الكتاما  زهاء 80 ألف دينار …

و إبان تشييد نزل الريحانة المحاذي لنزل فرنان و انتهاء الأشغال  و تدشينه بدأ نبيل عبد الله في سياسة التعمّد في تهميش فرنان تقنيا من خلال إتلافه و عدم الصيانة لإبعاد حرفائه  و تهربيهم  فضلا عن الخدمات الرديئة التي ما انفكّ يقدمها غايته في ذلك غلق أبواب نزل  فرنان  و تحويل وجهة الحرفاء الى نزل الريحانة الذي يملكه …

و فعلا نجح بن عبد الله في ما هفا  إليه حيث اضطرت وزارة السياحة إلى  غلقه سنة 1993  ثم بدأ التلدد في دفع معاليم الكراء و التعمد في  خلق الأزمات مع العمال  و تمكن بخزعبلات سنة 1995 من إصدار حكم لفائدته بمبلغ يفوق 54 ألف دينارا ضد الصندوق التونسي للتامين التعاوني الفلاحي  ” كتاما”  بتعلة مصاريف إعادة جزء من شبكة الكهرباء و غيرها …

تصحيح المسار


منذ 21-2-1996 تغيرت الموازين بتنحي صلاح الدين فرشيو عن الإدارة العامة للكتاما و أمسك المازري الجليزي  بخطة المدير العام  و أمام  انخرام الوضع و استفحاله بادر مباشرة الى رفع شكاية في الغرض طالبا رفع معاليم الكراء  و التي  سايرته فيها الأقدار  حيث وقعت مراجعتها مراجعة جذرية و ارتفع  المعلوم الشهري لكراء نزل فرنان من 350دينار الى 1100 دينار  الأمر الذي لم يعجب نبيل بن عبد الله فاختار  المضي قدما  في سياسة التلدد في دفع معاليم الكراء  الى أن بلغت سقف 42500 دينار … و أمام  الأمر المقضي و بعد أن همش فرنان أي تهميش  و حوّله من معلم تاريخي بإيعاز من صلاح الدين فرشيو الى وكر خراب عرض على الصندوق شراء الأصل التجاري  للنزل مقدما عرضا في حدود 450 الف دينار …زحزحته الإدارة العامة للصندوق الى مستوى 200 الف دينار و اقتصت منه  معلوم الكرام المتخلد بذمته و البالغ قيمته 42500 دينار و استرجعت منه 80 الف دينار مقدار مساهمة  الصندوق في شركة نزل الريحانة  و تمكنت من الحصول على تنازل عن مبلغ  الحكم النهائي المحكوم ضد الكتاما في خصوص هذا النزل المقدر ب 54 الف دينارا …

اذاغنم بن عبد الله ؟

ما أقدم عليه نبيل بن عبد الله صحبة  خاله صلاح الدين فرشيو يمثل  مضاربة  مالية بامتياز حيث و بقراءة بسيطة للأرقام يتأكد ان بن عبد الله اشترى الأصل التجاري لنزل فرنان ب20 الف دينار و باعه ب200 الف دينار حيث لهف قرابة 180 الف دينار …فضلا عن ذلك شيد من مرابحه نزل الريحانة و ضرب  نزل فرنان في المقتل و استولى على نزلائه بحيث أكل اللحم و رمى بالعظم …


يد الفساد تطاله من جديد


أولى خطوات إصلاح هذا المعلم السياحي العريق و الذي تحرر من يد آل الفساد فرشيو و بن عبد الله  كانت من خلال تأسيس إدارة الصندوق التونسي للتامين التعاوني الفلاحي لشركة ذات مسؤولية محدودة موضوعها التصرف في نزل فرنان بعين دراهم و ذلك عن طريق رئيسه المرحوم مصطفى بن عمار و المرحوم عبد الرحمان التوكابري اللذين  عيّنا محمد بن زيد وكيلا لهذه الشركة وهو المدير الجهوي للكتاما بباجة و أصيل المنطقة… و منذ تكوين الشركة سارعت الى حلّ المشاكل العالقة بخصوص  العملة  و ذلك عن طريق والي جندوبة آنذاك محمود بللونة …


و مكنت مجلس إدارة الصندوق   التونسي للتامين التعاوني الفلاحي  المدير العام من ميزانية قدرها مليون و مائتين الف دينار لترميم و توسيع و تحسين نزل فرنان و بدأت الأشغال في أوائل سنة 2005  من مقاول الشغال  محمد بوليلة و تم منحه تسبقة على الشغال تقدر ب 500 ألف دينار …

المفاجأة الكبرى بل هي فاجعة  تمثلت في دخول محمود بللونة على الخط و كان يشغل حينها الرئيس المدير العام لمنتزه قمرت  “شركة الطرابلسية التي تلاعبت بالحج و العمرة أيما تلاعب “  حيث طلب من إدارة كتاما  إيقاف أشغال الترميم و التوسيع و تحسين نزل فرنان فورا أو بيعه على ما هو عليه  هكذا …

و تؤكد الوقائع التاريخية أن تدخل بللونة  تزامن  وصول معلومات   تفيد آن هناك مخططا كبيرا لبيع المنطقة السياحية بعين دراهم الى احد أغنى و أثرى أثرياء الوطن العربي  و يتوسط العملية في تلك الفترة السيئ الذكر بلحسن الطرابلسي … تدخل تزامن ايضا  مع طرد المدير العام المتصدي لهول الفساد و الخراب المازري الجليزي حيث تمت زحزحته من مكانه جورا و قهرا و تعسفا بتاريخ 19-12-2005 و تنصيب مدير العام منصور النصري عوضا عنه  الذي جيء به من قبل رموز الفساد و الإفساد محمود بللونة و بلحسن الطرابلسي وزبانيته


 المنعرج الخطير


أول الخطوات التي قام بها المدير العام الجديد المتواطئ مع شبكة الفاسدين و المفسدين  مباشرة بعد تعيينه هي إيقاف أشغال ترميم و تحسين نزل فرنان و كلف على جناح السرعة خبيرا  في البناء لتقدير قيمة النزل و معاينة الأشغال و بث الرعب و الخوف في نفس المقاول الساهر على الترميم من خلال تهديده بعدم الخلاص بل و تعرض هذا الأخير الى محاولة تحيل كبرى من خلاص لهف المدير العام الحالي له ما يزيد عن 6 ألاف دينار … و في تطوّر مفاجئ تم الدفع بعادل بوصرصار لشراء النزل إلا أن البنك لم يسايره في طلب الاقتراض …

النتيجة القاتمة


منذ إيقاف الأشغال بتاريخ 20-12-2005 الى يوم الناس هذا بقي نزل فرنان على حالته تلك الكئيبة …حالة الخراب المدقع حيث أصبح ملاذا للطيور و خفافيش الظلام  و أهدر الصندوق  التونسي للتامين التعاوني الفلاحي  أموالا طائلة جراء سياسة الفساد التي سطرها الفاسدون و اقتدى بها المدير الجديد بل حتى لو فكرت إدارة الكتاما و لا نظن فاعلة لقصر النظر في إعادة ترميم النزل و تحسين هذا المعلم التاريخي ستكون مجبرة على دفع  أكثر من 3 مليون دينار لفارق الكلفة بسبب غلاء مواد البناء و كلفة اليد العاملة و غلاء التجهيزات و لن تجد له ” كراي ولا شراي “


و لئن كان مصير نزل  فرنان ذاك المعلم التاريخي و السياحي الفناء فإن لا  وزارة السياحة و لا وزارة الثقافة سعت و لو بيد أنمله و تحركت للضرب على أيادي العابثين الذين اضروا بهذا الإرث العتيق و طعنوا السياحة و الثقافة طعنة مزدوجة على مستوى القلب …تبقى  الإشارة  إلى أن  لنا عودة على سلوك عصابة الطرابسية  و المتكونة من محمود بللونة و صلاح الدين فرشيو و نبيل بن عبد الله في قادم الأعداد لنكشف بؤر فسادهم المالي و الأخلاقي  و نكسوهم بجبة الفساد بعد أن نجعلهم عراة حفاة … و لنا موعد قادم مع القراء

Fourni par Blogger.